أكتشف ذاتك _1
إكتشف ذاتك ....... متجدد


كتاب ... سأنقله لكم للاستفاده منه.... اعضائنا الغاليين قرائنا الاكارم ... اتمنى ان يكون نقلي لمحتوى الكتاب بين ايديكم يحوز على رضاكم وينفع به الجميع ..

(( إكتشف ذاتك )) .... المؤلف د. بشير صالح الرشيدي


بدأت فكرة الكتاب منذ زمن طويل .

كنت أبحث عن وسيلة ارسم فيها مسارات لمن أراد بناء ذاته , والتمتع بحياته , وتحقيق غاياته , وقد كان في بالي شخص بعينه .



تبادلت معه حوارات ومناقشات .. حول النجاح في الحياة .. شرحت وجهة نظري .. حاولت إقناعه بصوابها .. عرضت عليه طرق الحياة الطيبة كما أراها .

وطال النقاش !

لم ينته نقاشنا إلى شئ مذكور.

فقررت كتابة وجهة نظري لعل وعسى أن يقرأها بعد أن سمعها.

فهي خطوات نجاح لحياة طيبة .... وصفت الحياة بأنها رحلة لطيفة ..... كتبتها لتكون له نصيحه . ولتكون علما ينتفع به ..

لكل من يقرأ تلك الخطوات .. فإن وجد فيها القارئ ما يفيد فقد أنجزت المهمه .

وإن لم يجد فيها ما يفيد فقد برئت الذمه .

والامر اجتهاد يحتمل كل الوجوه ..وكلٌ له وجهة نظر .. وهذه وجهة نظري.

الاستثناء ..

لم يكن من عادتي مراجعة فكرة كتبتها .

ونادرا ما أكتب ثم أغير الفكرة .
وقد كنت أقرأ الفكرة لنفسي وأراجع نفسي وأخاطب نفسي .

كان ذلك مذهبي وتلك طريقتي ..

ولم يكن الحال مع هذا الكتاب ..

فقد كتبته .. وأكملت فصوله وصورته ُثم وزعته على بعض الاحبه لكي يستفيدوا من قراءته قبل الطباعه وأكتب لهم إهداء خاص ..

ومن بين الذين عرضت عليهم هذا الكتاب شاب

قرأ فكرة الكتاب بتمعن.

حاورني فيها .

أكد أنه عرف غايتي .

ثم بادرني قائلا :

الفكرة عندك واضحه.

ولكنك لم توضح ذلك في كتابك.

فهل تريد أن تخاطب ذاتك أم هو كتاب لمن أراد أن يقرأ؟

- بل هو كتاب للنشر ليكون بإذن الله . علما ينتفع به

- إذن ما سطرته لم يكن مفهوما . ومن الصعب أن تجلس مع كل قارئ لكي تشرح له ما في ذهنك .

سكتّ ولأول مرة أسمع لشاب يحاورني في إطار فكرة وليس في محتواها.

كنت أحاور المفكرين . وأسمع منهم . وأتمتع بما يطرحون لكن هذا الشاب يطرح قضية تواصليه وليست فكريه. يطعن في وسيلة الاعلام للفكرة وليست الفكرة ذاتها. ولم يسبق لي التعرض لمثل هذا التوجيه.

كنت أحاور المفكرين فيما اطرح من فكر . وأعيد صياغة الفكرة قبل كتابتها , فاذا كتبتها كانت بالنسبة لي نهائيه.. ولا اسمح لأحد بأن ينتقدها لسبب بسيط.. لاني احترم وجهات نظر مختلفه . ودائما أؤكد للجميع أن ما أطرحه هو فكر قابل لتعديل والتبديل , ولكنني لن أبدله , ويحق لغيري أن يقبله كلية أو بعضها أو يرفضه كلية ويعدل بعضا منه.

لكن ليس ذلك من شأني. ولكن هذا الكتاب حصل على استثناء.

حيث إني راجعت الكتابة في اسلوب الطرح بناءا على اقتراح ذلك الشاب الذي يعرف نفسه ولا أدري ما الدوافع الحقيقيه وراء هذه المراجعه. وإن كانت في معظمها تعود الى قناعتي بأن هذا الكتاب موجوه الى الشاب , فإن لم يكن سهلا عليهم فكيف يمكن أن يستوعبوه !

وهكذا كان هذا الكتاب استثناء غير مسبوق في كتاباتي وقد يكون ملحوق باستثناءات أخرى


هذه مقدمه لكتاب اكتشف ذاتك ... ويتبع ان شالله بقية نقل الكتاب بين ايديكم ...

*شيء ولا شيء*

جلست يوما مع مجموعة من الاحبة . تبادلنا لأحاديث قد خلت .. تذاكرنا شخصيات قد رحلت.

وأحداثا قد جرت .. وعجبنا من اختلاف الاحداث والاشخاص.

فمنهم من ترك أثره وما زال ذكره عالقا في أذهان الناس سواء بالخير أو بالشر.

ومنهم من طواه الزمن لايعرض من ذكراه إلا الشيء القليل .

وطرح أحد الاحبة سؤالا:

ما الذي يجعل الناس يختلفون عن بعضهم؟
أهي الظروف المحيطه بهم ؟
أم الحظوظ التي تنزل عليهم ؟
أو جهود يبذلونها فيتركون آثارهم من بعدهم؟
وتشعب النقاش. كلٌ يدلي بدلوه , ثم التفت إليه وقلت له:

هناك ثلاثة محاور ينظر الناس فيها الى ذواتهم:

* النظرة الاولى هي نظرة الناس الى الانسان.

* ونظرة الانسان الى ذاته.

* ونظرة الانسان الى نظرة الاخرين له .

سأعرض عليك أنواع الناس حسب ما يراه الناس وليس حسب ما أراه , وسأفصّل في كل نوع لعلك تختار ما تشاء من هذه الانواع عن درايه.. لان الذي يعلم يختلف عن الذي لا يعلم .

ولهذا أريد لك أن تعلم لكي تختار ما تريد على علم.. وليس هدفي من هذا العرض أن ننشغل بالناس وتصنيفهم.. ولكن الهدف هو الانشغال بالذات وتنميتها ووضعها حيث يريد الانسان .

فإن أراد الانسان لذاته مكانه عاليه , فإن الطريق أمامه واضح , وإن لم يرد تلك المكانه فالامر إليه دون شك ولا ريب .

فالكاتب يملك أن يعرض ولكنه لا يملك أن يفرض , وحسبي مما أكتبه أني أترك أثرا لمن يريد أن يتبعه أو يعتبر منه ليس هدفي من هذا العرض أن أشغلكم بالاخرين. فلست ممن يدعون الى الانشغال بالاخرين تحليلا أو تعليلا. وإنما دعوتي أن تنظروا الى ذواتكم وتحددوا مساراتكم حسب اختياراتكم ,وسواء رضي عنكم الناس أو غضبوا, وسواء كان الناس على الطريق الصحيح أم انحرفوا.
القضيه بالنسبة لي انشغال بالذات ابتداء وترك الاخرين يفعلون ما يشاءون.وما اطرحه مرتبط بذواتكم دون غيركم, فميدانكم الاول أنفسكم. فإن عرفتموها استثمرتموها.. وإن جهلتموها عجزتم عن فهم الاخرين, بل إن الاخر يجب الا يكون قضية انشغل بها في رحلة تحديد مكانه الذات , فالانسان ذاته دون سواه هو الذي يحدد مكانته.



وقد يقول قائل إن الانسان متصل غير منفصل, ومعرفة الاخرين تعطيه قوة للتعامل معهم , والتأثير عليهم ..

وأما انشغاله بذاته فإنها دعوه للانعزال الذي ليس له مبرر.. وكأنك تدعو الناس أن يتقوقعوا على انفسهم ,, دون أن يكون لهم تواصل مع الاخرين .

قد يكون في هذه الفكرة صواب . ولكن الجانب الذي خفي أعظم . وهو أهمية معرفة الذات قبل العلاقات ,, القضية مسألة أولويات .

إن منطلق التعامل مع الاخرين هو ذات الانسان , فإن فقد مهارة التعامل معها فإنه سيفقد مهارة التعامل مع الاخرين , وإن عرف الانسان كيف يعامل ذاته ويضبط انفعالاته فإن التعامل مع الاخرين أمر مقدور عليه, ولهذا سأستعرض انواع الناس كما يراهم الناس

وأختم بالتصنيف الذاتي للناس كما يقدمه نموذج التعامل مع الذات, ومن ثم أترك الخيار للناس أن يحددوا تصنيف أنفسهم في البدايه والنهايه ..


يتبع باذن الله ... ( نظرة الاخرين الى الانسان )

المصدر: Forums


H;jat `hj; _1