فتاة You Tube
فتاة You Tube
مأساة فتاة ايمو
للكاتب:عبد الله ناصر الداوود
البـــــــــ1ــــارت
تحب غديران تكون وحية وهي تتسوق، وتحب ان تكون وحيدة ايضاً وهي تركب السيارة مع سائقها الإندونيسي في ذهابها الى المجمعات التجارية، هكذا اعتادت،وهكذا وجدت نفسها تعيش وحيدة.

تكون خلف السائق تماماً، تحاول ان تقلد السيدات في ال*****ات وال***** عندما يركبن خلف السائق ويثرثرن بالهاتف، من مكانها تستمتع كثيراً وهي تتفحص لوحات المحلات، تحب مشاهدة لوحات النيون وهي تضيء بألوانها الزاهية، وكم كان يجذبها تداخل الالوان، السماوي عندما يختلط باللون البني، الخلفية الزرقاء الغامقة والكتابة باللون الابيض او الاصفر، وتكون الجاذبية اكثر عندما تحتوي اللوحة على صورة تعبيرية مثل فواكه منوعة.او ورود حمراء، او صور لاطباق شهية.



مايثيرها اكثر هو الاسماء التي كتبت على اللوحات وخاصة عندما تتذكر انها قرأت ذات يوم في الصحف ان اصحاب المحلات أجبروا على كتابة أسمائهم، وحيث ان بعض المحلات بأسماء نساء يديرها رجال فقد كانت تستمتع وهي تقرأ اسماء النساء، يخيل اليها انها ستقرا يوماً اسماً تعرفة، تستغرب ايضاً وجود اسماء غريبة لم تسمع بها من قبل،
مثل:شفياء .. تركية .. فهدة..

وفي المقابل كانت تتلذذ بقراءة اسماء الرجال التي تراها جميلة، مثل: سامي، وليد، خالد، راكان..وتقف عند اسم "راكان" كثيراً، تتساءل هل هناك الف رعد حرف الراء ام ان الكتابة صحيحة دون الالف؟

وعندما اقتنت جهاز البلاك بيري اضاف الى حياتها المتعة، معظم صديقاتها في الجامعة او في المرحلة الثانوية او حتى قريباتها لديهن اجهزة مماثلة، في سيارتها تنهمك في الرد على الرسائل التي ترد اليها منهن، وتتنافل معهن الاخبار والصور المضحكة.
عندما تقف سيارتها اما مطعم راقٍ تحب ان تبقى في سيارتها لياتي النادل بقائمة الطعام لتختار منها مايروقها، وغالباً ماتكون اسياخ السمك المشوي مع صخن من ورق العنب الذي تعشقة كثيراً، اما اذا كان المطعم وجبات سريعة فغالباً ماينزل السائق ومعه المبلغ ليطلب لها وجبة"ماك تشيك" التي تحب ان تتناولها مع"كولا زيرو"وهي تشاهد ***اً مناسباً على قناة "روتانا سينما"اذا كان البطل "احمد حلمي" التي تعجبها طريقة ادائة لادوارهـ.

من وراء زجاج سيارتها المظلل لم يكن هناك من يحاول مشاغبتها، فمن يرفع بصرة الى الزجاج الداكن تكون نظراتة عشوائية لا يدري ايوجد احد بداخلها ام لا؟ تلك الوضعية تريحها كثيراً، *** يكن اهتماماتها مشاغبة الشباب او جذبهم.
تقة عظيمة ححلت عليها من والدها، قد يكون مصدرها طبيعتها الهادئة، قد تكون ثقتة في تفكيرها وطريقة تعاطيها مع الامور، وقت تكون روحة المتسامحة، لكن امها تقف في موقف اكثر حزماً، تنتقدها في اوقات كثيرة ، لايعجبها كثيراً تعاطيها لحياتها، تريد منها ان تكون اكثر نباهة وتفاعلاً مع من حولها، يقتلها اهمالها لترتيب غرفتها، وفوضويتها الواضحة، وتسويفها في اداء اعمالها.
كان الوقت يميل الى الغروب ترجلت من سيارتها "الفان" وتوجهت نحو بوابة مجمع تجاري، دخلت من بوابته الكهرابائية ثم سارت نحو محل ملابس مشهور، كانت تبحث عن فساتين تنفع لعدد من الحفلات والمناسبات التي يحملها هذا الصيف، زواج"لبنى" ابنة خالتها، حفلات نجاح لعدد من صديقاتها، وربما تقيم حفلة نجاح من المستوى الاول في الجامعة.

تجولت بين محال عدة، واشترت ماتريد من الملابس، وكانت سعيدة وهي تحمل مشترياتها فذالك يعني انها لن تعيد الكرة في الذهاب الى مجمعات تجارية اخرى في ختام تسوقها قررت التوجة الى المكتبة لتشتري بعض الروايات التي تعشق قراءتها، وتني الاستمتاع بها في هذا الصيف.
وقفت اما مجموعة من الروايات صفت بعناية، كم يثير حنقا عندما تجد مجموعة من الروايات التي لاتعجبها وما زالت المكتبات تحرص عليها، مرت عيونها على اكثر من عنوان، وكل رواية يجذبها اسمها وتقرا اسم صاحبها، فاذا ارتاحت للاثنين تصفحت الرواية لتقرا منها سطوراً عشوائية.
نظرت بحسرة الى الروايات الاجنبية، باغلفتها الجذابة، وطريقة تصميمها البديعة، كم تمنت لو انها تخصصت في دراسة اللغة الانجليزية لتمكنت من قراءتها، اطلقت تنهيدة على اختيارها لقسم التاريخ تمنت لو كانت اكثر جراة في اختيارها لتخصصها خوفها من عدم اتقان اللغة ثم الفشل من المضي قدما في الكلية جعلاخا تغير تفكيرها.
توجهت الى الروايات المترجمة رفعت رواية "الخيميائي" للبرزيلي باولو كويلو وشرعت تقرا سطوراً منها كانت قد قرات مقالا عنها في احدا الصحف لكنها لم ترقها، فاعادتها مكانها وهمت بالبحث عن اخرى حينئذ لمحت شاباً ينظر اليها، خفق قلبها خفقات سريعة ثم عاد الى ايقاعة الهادئ، تجاهلتة ولم تعرهـ اهتماماً كانت ترى ان هذى هو الحل الافضل كي تجعل اي شاب فينفر يتركها في حال سبيلها.
دخلت احد الممرات ففوجئت بة يقبع في نهايتة ينظر اليها مبتسم، بل ورفع ديواناً غزلياً كاشفا عن نياتة امتعضت لوقاحتة فكرت ان تصرخ فية لكن شيئا ما منعها، فقررت تجاهلة ومشت الى رف اخر بنظرات مشتتة.
كانت ممن تلبس عبائة مزركشة وهي دلالة عند كثير من الشباب ان صاحبتها لاتمانع في التعرف على شاب وهي قناعة تحارب من يؤمن بها مستشهدة ان نوع العباءة لا دخل لة بالعفاف والستر.

احست به خلفها يوهم من حولة انة يبحث عن كتاب شعرت بقلق كبير *** يكن من عاداتها ان يلح شاب في متابعتها كانو على قلتهم يتركونها بمجرد ان لا يروا منها اي استجابة
مدت يدها نحو كتاب اخر وانغمست تقرا سطور منه وبقيت مكانها لعل الشاب يمل ويتركها كانت تخشى فيما لو خرجت من المكتبة ان يلحق بها لن تشعر براحة بالتاكيد وهي تسير والشاب خلفها كانت. تمنى لو ينتهي هذا الكابوس سريعا ظلت تفكر فيما لو خرجت ولحق بها هل ستصرخ فية؟ ام ستطلب رجل امن لتخبرهـ بامر هذا الشاب؟
استرقت نظرات سريعة خلفها *** تجدة شعرت بقليل من الارتياح مكنها ان تختار روايتين احداهما مترجمة والثانية لروائي عربي مشهور لتتجة سريعا نحو المحاسب كي تدفع وتخرج.
عند المحاسب ظهر الشاب فجاءة واقترب منها ليقول بصوت ملائكي:مساء الخير..
اصابها صوتة بهلع كبير وغدا قلبها يدق كطبول افريقية مجنونة وتلاشى نظرها وفقدت الاحساس بالمكان للحظات ليعود اليها عقلها وتجد نفسها تصرخ فية: خير انشالله ؟ وش تبي؟ عاد الشاب يقول بصوتة الرقيق وهو ينظر جوالها: ما أبي الا سلامتك خذي من "البن" عادت تقول بجسم مرتجف امش من قدامي لا اجيب الشرطة ولا الهيئة ابتعد الشاب وهو يقول: شرطة مرة وحدة! ماقلنا شي!
خرج الشاب سريعا وبقيت اما المحاسب وقتا وهي تعد نقودها ببلاهة ولا تدري كم دفعت وكم ارجع لها المحاسب، دست النقود في محفظتها وخرجت بتوجس من المكتبة لتستقر في محل للمكياج والزينة ارادت ان تتوثق ان الشاب قد تركها ورحل هناك ظلت تسترجع صورتة في ذهنها بشرة سمرا وعينان ضيقتين وشفاهـ سوداء من اثر التدخين.
من مكانها في قاع المحل اتصلت بالسائق وطلبت من ان يقف اما البوابة ريثما تخرج من المجمع لم تكن تريد ان تنتظر كثيراً.

في طريقها الى البوابة كانت خائفة مع انها اشترت الملابس التي تريد والروايتين اللتين ستعيش معهما اجواء جميلة لكن تجربة الشاب اصابتها بتوتر شديد جعلها تسير وكانها ستسقط يخيل اليها انها تسير على ارض لينة نظراتها مشتتة وذهنهايعطيها صور مختلفة تارة للشاب وهو يرفع ديوان الشعر وتارة وهي تصرخ في كانتت تتذكر كلامها لة وتارة تسترجع ماقالة لها.
عندما انفرجت بوابة المجمع الكهربائية وجد السائق ينتظرها اسرعت ترمي نفسها داخل السيارة وكانها ملاذ الامن تنهدت بصوت مرتفع وباتت تفكر فيمن يتخذ هذا الطريق وسيلة للبحث عن المتعة.
سارت السيارة في ممرات صغيره نحو الخروج من المجمع التجاري وقبل الوصول الى احد المخارج فوجئت بسيارة سوداء مظللة تعترض سيارتها اطلق سائقها الاندنوسي سيلا من السباب قبل ان ينحسر الزجاج الامامي الداكن للسيارة السوداء ويطل الشاب بوجهه وهو يرفع ورقة بها ارقام وحروف قائلاً: خذي"البن"..خذي"البن"..
انتفضتوفي مكانها وجهه وهو يرف ورقة كتب عليها رقم "البن" خاصتة اثار فزعا غير عادي خرجت منها صرخة مكتومة سارع السائق على اثارها لتغيير ناقل الحركة الى الوضع الخلفي كي يهرب من تهور هذا الشاب لكن الشاب استدار وضيق علية الطريق.

عاد يصرخ: خذي"البن" بس لم تعد تعرف ماذا تفعل ظلت تنظر الى الشاب في ذهول خيل اليها انة سيقدم على فتح الباب عليها عادت لتتوثق ان الابواب مغلقة باصابع ترتجف نزل منها عرق كثير شعرت بة ينساب على صدرها.
نزل الشاب من سيارتة وهو يرمي بنظرات سريعة حولة ثم توجة نحوها رافعا ورقتة وهو يردد: خذي "البن" بسرعة ..
ظل يكررها وهو يقترب منها لاتدري كيف انصاعت له وجدت نفسها تخرج جوالها وبحركة سريعة غير مركزة حفظت الرقم حيناها ابتسم ابتسامة ذئب تمكن من فريستة ثم ركب سيارتة وانطلق مسرعاً.


الموضوع الأساسي: فتاة You Tube
المصدر: منتديات تعب قلبي
المصدر: Forums


tjhm You Tube