ط­ط±ظٹظ‚ ط±ظˆظ…ط§.jpحريق روما الكبير كما تصوره الرسام الفرنسي ... الحريق وقع في هيوبرت روبرت عام 64 الميلادي، ومعظم الوثائق التاريخية التي وصلتنا حملت مسؤوليته لنيرون؛ الإمبراطور الروماني الذي تربع على العرش بين الأعوام 54 و 68 ميلادية... في الحقيقة، المؤرخون المعاصرون يرون أن نيرون لم يكن وراء الحريق.ط¬ظ‡ظ†ظ….jpgنهاية الخاطئين والمذنبين، وفق عدد من الديانات، هي العذاب في جهنم
... الرسم في الأعلى هو جزء من التصوير الجصي أو الفريسكو المسمى
يوم القيامة الذي يعود للعام 1431 ميلادية لرسام يدعى الراهب أنجيليكورغم أن اكتشافها يعتبر العلامة الفارقة في تاريخ التطور البشري والإشارة الأولى إلى انطلاق الذكاء الإنساني باتجاه التحكم بعوامل الطبيعة وتطويعها لصالحه، فإن النار كانت، ولا تزال، الصورة التي تمثل الدمار والكوارث وتجسد العامل الأساسي في عقاب الآلهة في الحياة التالية، وفق تصور كثيرين.


ليس من المبالغة القول إن النار ساعدت في إنشاء الحضارة البشرية؛ بتحولاتها العظيمة وبتفاصيل حياة الأفراد اليومية فيها... ولجعلنا ندرك أهمية النار في هذا الإطار، فقد أوضح البروفيسور يوهان غود**لوم في كتابه "النار والحضارة" الأمر بالقول : "بشكل يتجاوز اللغة واستخدام الأدوات، القدرة على التعامل مع النار والاستفادة منها هي أمر يقتصر على البشر؛ هناك لغات بصورة بدائية وهناك قدرة على استخدام الأدوات لدى الرئيسيات من غير البشر، إلا أن الإنسان وحده تعلم، كجزء من ثقافته، كيفية التعامل مع النار"


توجد فرضيات عدة بشأن اكتشاف النار من قبل أسلافنا، لكن ليس لدينا حقائق أو أدلة حول هذا الموضوع... متى حدث هذا الأمر تقريباً؟ ربما قبل مليون عام في جنوب أفريقيا؛ حيث تم اكتشاف بقايا ما يمكننا وصفه بموقد بدائي في كهف يسمى واندرويرك Wonderwerk غربي البلاد... ربما فكرة إنتاج النار جاءت إثر حك غصنين جافين وملاحظة أن هذا الأمر يؤدي إلى بث حرارة، وأن مواصلة هذه العملية المعتمدة على فعل الاحتكاك تؤدي إلى بزوغ شعلة من النار يجب تغذيتها والحفاظ عليها حتى تكبر وتصل إلى درجة يمكن وفقاً لما نقله الكاتب والفيلسوف الروماني بلينيوس الأكبر (القرن الأول الميلادي)، فإن شخصاً يدعى بيروديس القيليقي هو من اخترع "الحجر" الذي كان يستخدم لإنتاج شرارات يستفاد منها لصنع النار... وهذا الاختراع يعد الجد الأكبر لحجر الولاعة الذي يستخدم اليوم... لكن الحصول على نار من أعواد ثقاب تطلب الانتظار حتى العصور الوسطى؛ عندما تم صنع أعواد من الخشب ونقعها في مادة الكبريت، تنتج النار إن تم حكها بالسيليكا.


من الفوائد التي جلبها اكتشاف النار والسيطرة عليها تسهيل عملية تشكيل التجمعات والمدن... وبتوجه الرجال في النهار للصيد وجمع الطعام، كانت مهمة النساء إبقاء النار مشتعلة للطبخ والحفاظ على دفء المترل... أما في الليل، فقد وفرت النار الإضاءة وسهلت الحركة داخل المترل أو الكهف أو الخيمة، وأبعدت الحيوانات المفترسة بعيدة عن التجمعات السكانية...


أما فيما يتعلق بالشموع، فهو اختراع **ري عمره 3 آلاف سنة، وكان عبارة عن ألياف بردى متشابكة ومغطاة بالراتنج أو بشمع العسل... وهناك نوع آخر من الشموع ال**نوعة من الوَدَك (مادة دهنية تستخدم في عدد من المنتجات، ويتم استخراجها بصهر دهن الأبقار أو الماعز أو الغنم) أو تلك ال**نعة من أعشاب جافة مغطاة بطبقة رقيقة من الدهن، تلك الشموع كانت منتشرة بين الإغريق والإتروسكان...


أما ال**ابيح التي تعمل بالزيت، فقد نافست لفترة طويلة الشموع التي انتصرت في النهاية لأنها أكثر عملية في الاستخدام... ليس هذا فقط، بل بدأ تصنيع شموع بمقاييس محددة يمكن استخدامها لمعرفة الوقت؛ بأن يكون الفاصل الزمني بين لحظة إشعال شمعة ذات طول معين، مثلاً، وبين انتهائها يعادل نحو ساعة واحدة... كانت رائحة الشموع ال**نوعة من الودك سيئة وبالتالي كانت رخيصة؛ الأمر الذي أدى للاعتماد عليها بشكل رئيسي في بيوت العامة والفقراء، في حين كانت تكلفة الشموع ال**نوعة من شمع العسل مرتفعة، وكانت تبث رائحة لطيفة؛ لذلك كانت تستخدم لمئات السنين من قبل الطبقة الأرستقراطية وحدها... تكفينا معرفة أن إنارة قصر فرساي في القرن السابع عشر كانت تتم باستخدام 24 ألف شمعة. الاعتماد على الشموع استمر فترة طويلة، حتى تمكن العالمان الفرنسيان هنري براكونوت وفرنسوا إيمانويل سيمونين في العام 1818 من اكتشاف مادة الإستيارين؛ التي مكنتهما من إنتاج شموع منخفضة التكلفة وطيبة ؛ الرائحة... وقد استمر استعمال الشموع حتى عام 1879 عندما اخترع توماس إديسون ال**باح الكهربائي.

**** قاتل
ظ…ظˆط³ظƒظˆ.jpgفي 14 سبتمبر 1812 ، قرر حاكم مدينة موسكو
حرق الكرملين ومعظم المباني الحكومية والكنائس
قبل الانسحاب ودخول قوات نابليون إليها.. الحريق
استمر حتى 18 سبتمبر وأدى إلى تدمير ثلاثة
أرباع المدينة...الرسام صاحب اللوحة مجهول.القدرة على التعامل مع النار وتطويعها سمحت للإنسان بتطوير ما يمكننا تسميته بالتعدين؛ فقد لاحظ شخص ما أنه من الممكن تحويل نوع من الصخور إلى معدن لين وطيع يمكن إعادة تشكيله، باستخدام النار... هكذا ظهرت مهنة الحدادة؛ ومعها ظهر المحاربون الأوائل بأسلحتهم الحادة... والأمر لم يكن بحاجة لتفكير طويل قبل أن تصل بعض العقول إلى إدارك أن النار ليست أداة للإنارة وصنع السيوف فقط؛ بل بدأ استخدامها لتدمير مدن برمتها... من الأمثلة الأولى على هذا الأمر ما يذكره كتاب العهد القديم عن حرق مدينة أريحا... ثم هناك القصة الشهيرة التي حدثت عام 212 ميلادية والخاصة باستخدام عالم الرياضيات والفيزياء والفلك الإغريقي الشهير أرخميدس لعدسة ضخمة لعكس أشعة الشمس باتجاه سفن القائد والقنصل الروماني ماركوس كلاوديوس مارسيليوس؛ ما أدى إلى حرقها وإنهاء حصار سرقوسة... ثم علينا أن نذكر ما يعرف بنار الإغريق التي لا نعرف بشكل مؤكد مما كانت مكونة، خاصة أن الماء لا يطفئها؛ وقد استخدمها البيزنطيون للدفاع عن مدينة القسطنطينية بنجاح مرتين لفك حصار الجيوش الإسلامية.
ط­ط±ظٹظ‚ ظ„ظ†ط¯ظ†.jpحريق لندن الكبير الذي اندلع في سبتمبر من العام 1666 واستمر ثلاثة أيام وأدى إلى تدمير 13 ألف مترل.. اللوحة تعود للقرن السابع عشر، لكن الرسام مجهول.الثورة الحقيقية في التصنيع الحربي جاءت من أوروبا عام 1250 ميلادية، عندما تمكن كيميائيون ألمان من الحصول على البارود، الذي أمكن استخدامه كمادة متفجرة... ثم كان لتطور علوم الطيران وتقدم مجالاته في القرن العشرين دور كبير في صنع الصواريخ البالستية، وقنابل من أنواع مختلفة كالنابالم؛ التي يصفها الكثيرون بأنها نار إغريقية أكثر تدميراً وفتكاً مما كان أهل القسطنطينية يلجأون إليه في حروبهم.

لكن علينا كذلك ألا ننسى أن النار كانت أساس التطور الصناعي الذي شهده العالم ولا نزال نجني ثماره حتى اليوم؛ فمن محرك الاحتراق الداخلي المستخدم في السيارات والطائرات والقطارات إلى إنتاج الطاقة بواسطة المولدات الكهربائية؛ فإن ما نراه اليوم أساساً لأسلوب حياتنا وحضارتنا وكل ما يمكننا وصفه بتكنولوجيا متقدمة ومعارف هائلة جاء من خلال تطوير قدرتنا على التعامل مع النار... أي أن كل ما نشاهده اليوم ونتمتع به في كافة شؤون حياتنا، جاء من تلك اللحظة قبل مليون عام، في أحد الكهوف التي اكتشف فيها أحد أسلافنا... النار.


أكثر...
المصدر: Forums


hgkhv ltd]m ,g;kih l]lvm