الداء العياء
عزائي أنهُ الداءُ العَياءُ
وأنّ مكابديهِ الأبرياءُ

تسوّدُ بي الصبابةُ كلَّ صبحٍ
وتهدمُ فيَّ ما يبني الضياءُ

غرامُكَ يا سفيرَ ا***نِ حقٌّ
وحتمٌ منهُ لا ينجو النجاءُ

أتتركُ صدقَ ما حمَلَت ضلوعي
ويستهويكِ من غيري الطِّلاءُ

وما في الناسِ مثلي فيكَ أبلى
لياليَهُ وأبلاهُ الوفاءُ

وما أحدٌ يحبكَ حُبَّ حِبٍّ
تُخيِّرهُ ويفعلُ ما تشاءُ

بروحي من تسافرُ في جروحي
فتاةٌ مِن حواسدِها الظباءُ

تخاطبني وقد وقفَت أمامي
وقد ذابت وواراها الحياءُ

من النسوانِ إلا أنَّ فيها
خصالاً ليس تعرفها النساءُ

يُدانينَ التي تبقى بعيدًا
ويبقى البدرُ موطنهُ السماءُ

ونيلُ مكانهِ أمرٌ أبيٌّ
وتأباهُ الحقيقةُ والإباءُ

ولم يُرَ غيرُها فيمن سواها
كأن الأخرياتِ لها إماءُ

تفارقها الأماكنُ كارهاتٍ
وإنّا في محبِّتها سواءُ

وتمطلني الوعودَ بأن أراها
ويُنسيني ملامتَها اللِّقاءُ

كأني ثائرٌ في السجنِ مُلقًى
بهِ وكأنها نورٌ وماءُ

أُطِلُّ على الصباحِ فأشتهيهِ
وملءُ الصدرِ أنفاسٌ ظِماءُ

وفي عينيّ صورتُها وخوفي
عليها والدموعُ الأصدقاءُ
المصدر: Forums


hg]hx hgudhx