للعتاب فن وذوق،



للعتاب فن وذوق، وإن لم تعرف قواعده جيدا فستكون النتائج
التي تحصل عليها عكسية تماما!
- القاعدة الأولى: لا تكثر من العتاب و"التشره" على كل شاردة وواردة،
فإنك قد تتحول إلى مجرد **يدة لأخطاء أصدقائك وأقربائك دون أن تشعر وبالتالي
فسينفرون منك، فالنفس "تعاف" من يكثر من لومها وتوبيخها "على الطالعة والنازلة"،
يقول بشار بن برد:

إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صِل أخاك فإنه
مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه
- القاعدة الثانية: كن رفيقا لطيفا في عتابك، ولا تتحول إلى "كلاشينكوف"
تتدافع رصاصاتك القاتلة إلى مشاعر من تعاتبه، وبدلا من أن تستجلب محبته
ووده إليك، ستستفزه وتوغر صدره عليك، بالكلمات المؤلمة والصفات الجارحة، فيتحول العتاب إلى انتصار للنفس، وجدال عقيم، واتهامات تستوجب الدفاع ممن عاتبته، وفي الأخير يتلاشى الهدف من العتاب وهو تنقية النفوس من الشوائب، وعودة العلاقات المتينة لسابق عهدها.
- القاعدة الثالثة: اذكر إيجابيات من تعاتبه قبل أن تبدأ في توجيه اللوم والعتاب له،
وقد عاتب الرسول - عليه الصلاة - عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - عتابا رقيقا مؤثرا حين قال "نعم العبد عبد الله لو كان يقوم من الليل.." وتتضح فيه جليا أركان هذه القاعدة وهي ذكر الإيجابيات، المدح الصادق، الرفق في العتاب، توجيه النصح بطريقة راقية لا تجرح، وبالتركيز على الهدف من العتاب، وكان نتيجة هذا العتاب أن قال عبد الله بن عمر "فما تركت قيام الليل قط"!
- القاعدة الرابعة: احرص على احترام خصوصية من تعاتبه،
فلا تحرجه بتوجيه عتابك له أمام الآخرين سواء كان ذلك في "عزومة"
مثلا أو في اجتماع كبير، أو حتى أمام شخص آخر،
لأنه سيشعر بأنك لم تحترم مشاعره ولم تحفظ كرامته،
فكيف لو كان لومك له جارحا موجعا، حينها ستكون قد زدت الطين بلة..
يقول الشافعي رحمه الله:

تعمدني بنصحك في انفراد
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لا أرضى استماعه

وخزة
قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"،
لذا يجب علينا أن نستوعب جيدا أن الناس ليسوا قطع قماش،
نفصلها حسب أمزجتنا وأذواقنا!


</ul>
المصدر: Forums


ggujhf tk ,`,rK