إفطار رمضاني .. تحت نغمات الموسيقى
كمبادرة جميلة من الجالية الإسلامية في المدينة التي أقطنها في كندا
و تعزيزا لروابط الألفة والمحبة التي تجمع بين المسلمين
قاموا بتجهيز
إفطار جماعي في المنتصف من شهر رمضان المبارك

حيث أقيم هذا الإفطار في أحد مراكز الأحياء التي استأجرت لهذا الغرض
وحتى ننعش أنفسنا برؤية الأجواء الرمضانية
ومشاركة المسلمين هذه الشعيرة العظيمة
قررنا الذهاب
...و كان ماحدث ..


ونحن نهم بدخول قاعة الإفطار
تفاجأنا بأن القاعة المجاورة لقاعتنا تماما

قد استأجرت لإقامة حفل موسيقي ماجن

و لك أن تتخيل المشهد
من بوابة رئيسية واحدة..
يدخل الجميع ..الجميع بتباين أشكالهم ومقاصدهم..


فعن يمينك .. قاعة ترى من خلالها عن كثب
صور من ألوان الدعارة المتناثرة
يدخلها .. جسد مكشوف عارٍ .. بالكاد يلقى ما يستره
تمشي صاحبته تتمخطر و قد تأبط ذراعها رجل لم يدخر جهدا في إظهار أناقته
و لم يتحفظ ابدا في قبلاته الماجنة ..
وهناك تحت تخدير العزف الصاخب ..

شبح أجساد تهيم و تتمايل مقهقة .. على المسرح
وقد رسمت أضواء الغرفة الخافتة صورة كاملة لحياة العبث ..


في المقابل .. طابور طويل ينتظر في الممر
كل مايريده هو تجاوز هذا الإبتذال للعبور إلى القاعة الكبيرة..
قاعة الإفطار

ترى من بينهم من آثرت لبس الطويل الفضفاض
و قد غطت شعرها وسترت جسدها.. طاعة لربها الذي أمرها..
امتثلت له بقلب مطمئن راض
جاءت برفقة زوجها و أبنائها
وربما غلب النعاس عيني أحدهم

فالنهار طويل.. و وقت الإفطار يقارب العاشرة مساء
ولكن مهم لها أن يعيش هذا الطفل روحانية رمضان و
التي ستترك أثرها ولا شك في ذاكرته للأبد


نعم.. دخلنا جميعا من بوابة واحدة
ثم فرقتنا السبل
وفي قرارة كل واحد منا..
خيار قد غير مجرى حياته

"إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا" الإنسان:٣

ففريق أكمل طريقه و ذهب ليحيي سهرته بالرقص ومقارعة كؤوس الخمر
و آخر أعرض عن دنيا فانية فاختار أن يشتري بدلا منها الآخرة

دخلنا وانخرطنا مع المئات من أخواننا المسلمين
بشتى مشاربهم
لا نعرف عنهم شيئا سوى أننا يجمعنا
دين عظيم واحد
حول سفر الإفطار
جلسنا متقابلين
في هدوء وتنظيم رائع يبهج النفس
تجول ببصرك بين هذه الجموع الغفيرة من الناس
تتأملهم

باختلاف ألوانهم و بشراتهم
باختلاف ثقافاتهم و أنسابهم
بتواضع لا مثيل له .. يتشاركون مائدة واحدة
جاؤوا مؤديين شعيرة عظيمة
قال عنها الله عزوجل
فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي

" كل عمل ابن آدم له .. إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به " متفق عليه

تعود لتأمل الأكف المرفوعة
و هي تدعو في ابتهال .. سائلة الله القبول

"الله أكبر .. الله أكبر"
يعلن المؤذن دخول الوقت
فترى العيون وقد فاضت بالدموع
لحظة سماعها صوت الحق صادحا .. مبددا كل باطل ..


"الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدا رسول الله"


كلمة التوحيد .. التي أكرمنا الله بها .. فسعدنا
و لولاها لشقينا و تعسنا..
و هكذا قد يجمع الله النقيضين على بقعة واحدة
عبرة لمن يعتبر .. و موعظة لمن يتأمل فيشكر.


منقول من مدونة : أوركيدات
الموضوع الأصلي : <font color="#FF0000" size="1" face="tahoma">إفطار رمضاني .. تحت نغمات الموسيقى<font color="#FF0000" size="1"> -||- ال**در : مُنْتَدَى أَنَا مُسْلِمَةٌ -||- الكاتب : <font color="#FF0000" size="1" face="tahoma">ديم السلام
</p>
<span id="twitter_btn" style="margin-left: 6px; ">
المصدر: Forums


Yt'hv vlqhkd >> jpj kylhj hgl,sdrn