زيارة أوباما لن تغير شيئاً
زيارة أوباما لن تغير شيئاً
السعودية والمعادلات الإقليمية
تعودنا دائماً، وعبر مراقبة طويلة للسياسة الخارجية السعودية، على أنها سياسة تقوم على الصبر والنفس الطويل، وعدم التسرع واحتواء المواقف بصمت، وعودتنا على عدم الانجرار والانسياق خلف المهاترات والمزايدات الجوفاء، ولم ترد المملكة بصورة رسمية على كل الحملات الإعلامية التي طالتها خلال سنوات طويلة، خصوصاً من الإعلام السوري - الإيراني. ولكن لا يمكن لهذه السياسة أن تستمر، خصوصاً بعد وصول الإخوان المسلمون إلى سدة الحكم في **ر، وعملية التنسيق التي تمت بين القاهرة الإخوانية والسلطات الإيرانية، والعلاقات الناشئة حديثاً ما بين الولايات المتحدة والسلطات الإيرانية، فقد أدى ذلك إلى وضع المملكة السعودية في كماشة ما بين طهران والقاهرة وأنقرة، وهي الدول الرئيسية في الإقليم.
ولكن عندما تحرك الشعب ال**ري في الثلاثين من يونيو وأطاح بحكومة الإخوان في الثالث من يوليو 2013، تنفست السياسة السعودية وأرتاحت لهذه التطورات المذهلة التي كسرت حدة الاستقطاب الإقليمي - الدولي.
يمكننا أن نقول إن ما حدث في الثالث من يوليو ليس انقلاباً **رياً فحسب، بل إنه انقلاب إقليمي ودولي، بدّل جميع المعادلات، وأطاح بالتحالفات الإقليمية الخطيرة التي لو توافر لها الوقت لسيطرت على جميع الدول في المنطقة.
هذه التطورات أدت إلى غضب عارم في واشنطن على قيادة الجيش ال**ري، وامتد هذا الغضب إلى أوروبا وتركيا وإيران وقطر، وهي أركان التحالف الجديد.
اتجهت المملكة فوراً لتوثيق عرى العلاقات مع فرنسا، وتم الاتفاق معها على تسليح الجيش اللبناني، حيث دخل الفرنسيون على خط معادلة الشرق الأوسط، كما اتفقت المملكة مع موسكو على تسليح الجيش ال**ري وبذلك دخلت موسكو على الخط، وبذلك تكون المعادلة في الشرق الأوسط متعادلة نسبياً ولا يتحكم فيها طرف واحد.
لقد خرجت المملكة عن صمتها المعتاد وكسرت قواعد اللعبة القديمة، وسحبت سفيرها من الدوحة التي تناصر الإخوان، وتقدم لهم الملجأ والتمويل، وأعلنت المملكة الإخوان حركة إرهابية، وقامت بتقديم الدعم الواضح للاقتصاد ال**ري. وبذلك، فإن المملكة أعلنت أنها رقم صعب في الشرق الأوسط لا يمكن لأحد تجاهله.
خلال الأيام القليلة المقبلة، يصل الرئيس الأميركي إلى الرياض التي اعتبرت الإخوان حركة إرهابية، بينما يصرحون في واشنطن بأن حركة الإخوان لا تشكل تهديداً للأمن القومي الاميركي.
فماذا سيقول الرئيس أوباما للسعوديين؟ لا شيء، لا شيء إطلاقاً، هل ستتراجع الولايات المتحدة عن مواقفها الداعمة للإخوان، وعن علاقاتها الجديدة مع طهران؟ بالطبع، لن يتم التراجع، ولن يتم التراجع عن الصفقة الفرنسية اللبنانية، وعن الصفقة الروسية ال**رية؟ طبعاً، لن يتراجع أحد عن مواقفه الجديدة، ولن تحرز الزيارة أي نتائج ذات قيمة فعّاله

المصدر: Forums


.dhvm H,fhlh gk jydv adzhW