بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة جاء الإسلام لينقل البشرية من مستنقع الرذية وسوء الأخلاق إلى حياة مشرقة، يسودها الفضائل والآداب وحسن الأخلاق. ومن بين هذه الأخلاق والفضائل التي حث الإسلام على الالتزام بها حفظ اللسان وصيانته عن كل سوء وفحش، فالعلاقة بين حسن الخلق واللسان علاقة وطيدة، فلا تجد إنسانا حسن الخلق سليط اللسان، ولا تجد إنسانا سيئ الخلق حسن اللسان، ولكن كلاهما دليل على الآخر وقائد له.وصلاح القلب متعلق بصلاح اللسان، فكلاهما متلازم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه" (رواه أحمد).أمسك عليك هذاوالإنسان محاسب عن كل لفظ ينطق به، قال تعالى:(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق:18).وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه الذي دلّه فيه على ما يقربه للجنة ويباعد بينه وبين النار، وعلى أبواب الخير، وعلى ما يتم به دينه، ثم قال: "ألا أدلك على ملاك ذلك كله". قال: قلت: بلى يا نبي الله. فأخذ بلسانه ثم قال: "كف عليك هذا". قال: فقلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به.قال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" (رواه الترمذي).عظم الكلمة وورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة" (رواه ابن ماجه).فليقل خيراولذلك حث القرآن على انتقاء أطيب الكلمات وأحسنها عند الكلام؛ لما في ذلك من أثر طيب على النفوس، وتوطيد لعرى المودة والأخوة، وإبعاد لنزع الشيطان بالكلمة السيئة التي تنشر جوًّا من الخلاف والجفوة بين المسلمين، فقال تعالى: }وقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنسَانِ عَدُواً مُّبيِناً{ (الإسراء:53).ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "... ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" (رواه البخاري).وضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة في ذلك، فكان كثير الصمت لا يتكلم في غير حاجة، ويعرض عمن تكلم بغير جميل، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان يحدث حديثا لو عده العادُّ لأحصاه. (رواه البخاري).قيم نفسك هكذا اللسان، قد يقود الإنسان إلى ما فيه سعادته في الدنيا والآخرة؛ بحفظه وصيانته عن كل سوء، وباستخدامه في ما يرضي الله من ذكر ومن قول الخير، وقد يسوقه إلى الهالك والخسران إذا لم يحفظه عن ما يغضب الله، فليقف كل منا مع نفسه ويقيمها ليعرف في أي السبيلين يستخدم لسانه، وهذا ما نسعى إليه جميعاً

أكثر...
المصدر: Forums


Hdk Hkj lk pt/ hggshk ,wdhkji ?